دراسة: بيئة العمل بعد جائحة كورونا جاءت في صالح السيدات
دراسة: بيئة العمل بعد جائحة كورونا جاءت في صالح السيدات
في بداية عام 2020 أعلن عن جائحة تضرب العالم تسمى جائحة كورونا، تردد حينها أنها ستغير وجه العالم، ولكن كما جاء في الأثر فقد بدا أن “مصائب قوم عند قوم فوائد”.
خلصت دراسة جديدة إلى أن بيئة العمل عن بُعد التي ظهرت إثر قيود جائحة كورونا أدت إلى تقليص الفجوة المهنية بين الجنسين، وزادت من إنتاجية الموظفين.
وحملت الدراسة، التي نشرها موقع "Care"، عنوان "مكان العمل الحديث لعام 2022"، وشملت ألف مقدم رعاية و500 مدير وصانع قرار في مجال الموارد البشرية.
وفي استطلاع لآراء هؤلاء نشرته وسائل إعلامية مختلفة، تَبيّنَ أن هناك جانبا إيجابيا للمرأة، بما أن العمل عن بُعد قد يساعد في سد الفجوات بين الجنسين في مكان العمل، بشأن الترقيات والمسارات المهنية.
وأبلغ 77% من المستطلَعين، وهم من الرجال والنساء معا، أن التبني الواسع للعمل عن بُعد، قد خلقَ مزيدا من الفرص للتقدم الوظيفي، بشكل يتجاوز العقبات المتعلقة بعدم المساواة بين الجنسين.
من جهة ثانية ووفقًا للدراسة، أفاد أكثر من ثلاثة أرباع الموظفين بأن جودة حياتهم تحسنت، في ظل جداول العمل الهجين والبعيد.
وأظهرت الدراسة أن الإنتاجية آخذة في الارتفاع، إذ قال 58 في المئة من المديرين، و55 في المئة من الموظفين، إن الإنتاجية تصاعدت.
العاملون عن بُعد لا يزالون قلقين بشأن المخاطر المهنية طويلة الأجل، إذ لا يزال هناك اعتقاد سائد بأن العمل داخل المكتب، هو أفضل لتحقيق التقدم الوظيفي، مع التأكيد في الوقت نفسه على أن العمل الهجين أثبتَ قدرته على الاستمرار، ليظل واقعا لدى العديد من العاملين حول العالم.
“جسور بوست” ناقشت خبراء اجتماع وقانون دولي لمناقشة تخوفات العالمين وأثر ذلك على حياتهم الاجتماعية.
ما زلنا حيز التجربة
ومن الناحية القانونية علق أستاذ القانون بجامعة القاهرة، رأفت فودة، بقوله، إن المراكز المختصة أثناء كورونا اهتمت بهذا الجانب، بحثت وقدمت نتائج تتعلق بالإنتاجية والطاقة والراحة النفسية للعاملين، ووجد أن العمل عن بعد كان له جانب إيجابي وآخر سلبي، ولذا بعض الدول الأوروبية أوصت بالعمل عن بعد بنسب مختلفة، إلى جانب رغبتها في توفير الطاقة نظرًا لما تمر به من أزمة.
وتابع، التجربة ما زالت حيز الاختبار وهو أمر فرض علينا جميعًا، وربما بعد عدد من السنين تصل بنا الأبحاث إلى نتائج مختلفة، فالحكم الحالي عليها ربما يكون متسرعًا، حيث توجد مهن يمكن مباشرتها من خلال المنزل وأخرى يصعب وربما يستحيل مباشرتها.
ومن خلال متابعتي لاحظت أن هناك تهربا وعدم قضاء الدوام كاملًا في حالة العمل من المنزل، ولذا كانت هناك آلية تتيح مراقبة العاملين بأنظمة تكنولوجية، ووجدوا أن أوقات الدوام في المنزل أقل بكثير من أوقات الدوام في مقر العمل، وهناك مهن تقتضي حضور العاملين إلى مقر عملهم لصعوبة تأديتها من المنزل، والسؤال إذا سمح بالعمل عن بُعد، ماذا عن المهن التي يصعب تأديتها من المنزل؟ وهل ستكون الرواتب متساوية؟
وأردف، لا يمكن إغفال الآثار الاجتماعية وحالات العنف الزوجي والاعتداء على الزوجات وارتفاع نسب الطلاق بسبب العمل عن بعد، حيث كانت فترة العمل بمثابة هدنة وراحة يأخذها الزوجان من بعضهما، من غيرها ظهرت العديد من المشاكل.
أسرة ومجتمع أفضل
وبدوره، قال أستاذ الاجتماع، طه أبو حسين، إن هذا الأمر أفضل للمرأة والمجتمع إذا كان ذلك برغبة منها، وإن كان ذلك في بعض الأحيان قد يسبب ارتفاعا في حالات الطلاق أو العنف الزوجي، وليس من الأخلاق أو الدين ضرب النساء، بغض النظر عن الظروف والأسباب المحيطة، تعمل أو لا تعمل، يوجد كورونا أو لا، وكذلك ما نسمعه عن ضرب الزوجات للأزواج، هذه أمور ليست مرتبطة بحالة العمل، حيث من المفترض أن يعيشا باحترام تحت وطأة الظروف الاجتماعية والاقتصادية أيًا ما تكون.
وتابع، لا بد أن يكون لهذا أثر إيجابي على المرأة وكل ما يحيط بها سواء على الأولاد أو العمل أو الزوج، حيث تستطيع أداء واجباتها على أكمل وجه، كما يتيح للسيدات غير القادرات على مغادرة المنزل العمل من خلاله، لقد أتاح الإنترنت لكثير من السيدات ممارسة أعمالهن وثبتت كفاءتهن.
وأكد إيجابية ذلك على المستوى الاجتماعي الذي يتيح للأسرة العيش في سلام وهدوء، ما يساعد في تكوين مجتمع سوي.